alotusgirl

تنبت في المستنقعات الضحلة إلا أن زهرة اللوتس تحافظ على رونقها وجمالها وقدرتها الشافية. وكذلك هي أنتِ!

رحلة بين عالمين: اكتشاف الهوية في رواية ساق البامبو

تتكشف حقيقة أحلامنا كلما اقتربنا منها عاماً بعد عام. نرهن حياتنا في سبيل تحقيقها. تمضي السنون. نكبر وتبقى الأحلام في سنها صغيرة… ندركها… نحققها… وإذ بنا نكبرها بأعوام… أحلام صغيرة لا تستحق عناء انتظارنا طيلة تلك السنوات.


سعود السنعوسي، رواية ساق البامبو_

مرحبًا بكم في مدونة فتاة اللوتس، سنستعرض اليوم مراجعة رواية ساق البامبو الحائزة على جائزة بوكر العربية للكاتب الكويتي سعود السنعوسي الصادرة سنة 2012.

نبذة عن الكاتب

سعود السنعوسي (1981) كاتب وروائي كويتي، عضو رابطة الأدباء في الكويت.وكتب السنعوسي في عدد من الصحف والمجلات الكويتية والخليجية، وانضم في عام 2018 لأسرة كتاب مجلة زهرة الخليج ينشر فيها مقالًا أسبوعيا. ألف العديد من الروايات منها رواية ساق البامبو، رواية فئران أمي حصة، رواية ناقة صالحة، سجين المرايا… وترجمت أعماله للعديد من اللغات الأجنبية.

حول الرواية

من اين لي أن، اقترب من الوطن وهو يملك وجوه عدّة…كلما اقتربت من من احدها أشاح بنظره بعيداً.

خوسيه/عيسى (رواية ساق البامبو)_

أعتقد شخصيًا بأن القول أعلاه الذي ورد على لسان بطل الرواية هو ما يعبر عنها بالشكل الأنسب . فتدور أحداث الرواية حول خوسيه/عيسى وهو ابن لوالد كويتي من أصحاب المقامات الرفيعة وأم فيليبينية كانت تعمل خادمة لبيت أبيه بالكويت. وبعد أن رفضت جدة بطل الرواية زيجة والديه لرد العار عن صيت العائلة، اضطرت والدته العودة إلى بلدها الأم برفقة خوسيه مصدقة وعد زوجها بإعادة الطفل إلى الكويت في الوقت المناسب. وفي الفيليبين عاش خوسيه مع عائلة أمه المسيحية الفقيرة كحالة معظم العائلات في الفيليبين. وكبر وهو يسمع والدته تطالبه بعدم التعلق بأرضه أو بالديانة المسيحية فهو مسلم وينتمي إلى بلاد الغنى في الخليج وأنه يومًا ما، سيعود إلى هناك ويحتل مكانته كابن أبيه. و بعد فترة، يتحقق الوعد أخيرًا وتتاح لخوسيه الفرصة الذهبية بالعودة إلى الكويت وعيش الحياة المترفة التي لطالما وعد بها. إلا أنه يصطدم بالعديد من المعوقات الخاصة باللغة والدين والمجتمع الطبقي في بلده الجديد والعادات الاجتماعية التي لم يكن يعرف عنها شيئًا في حين محاولته لنيل رضا عائلته العربية. ولكنني أعتقد بأن جوهر القصة هو رحلة خوسيه للبحث عن نفسه وهويته ووطنه والتقرب من الله بين اسمين، عائلتين، لغتين، ديانتين، بلدين مختلفين ويرفض كلًا منهما احتضانه.فكان يتمنى لو أنه ساق من شجرة البامبو لأنها تتكيف وتنمو مع محيطها فهي تعيش في كلًا من الفيليبين والكويت. فأين سيجد خوسيه/عيسى نفسه ؟

الخلفيات الاجتماعية، السياسية والثقافية لرواية ساق البامبو

ألقى الكاتب سعود السنعوسي الضوء على العديد من مساوئ الخلفية الاجتماعية في كلٍّ من البلدين الفيليبين والكويت . بحيث بيّن الكاتب العديد من المشكلات الاجتماعية التي كانت تعاني منها عائلات دولة الفيليبين نظرًا إلى فقرها وهجرة العمالة الفيليبينية. كما ذكر العديد من الآفات كالإدمان على المورفين ،العنف الأسري ،المقامرة والشواذ الجنسي. وكذلك أظهر عيوب مجتمع بلده الأم من خلال الطبقية التي لا تقتصر فقط على ديانة وحالة الشخص الاجتماعية والاقتصادية فقط إنما على عرقه أيضًا. بالإضافة إلى الحياة المادية القائمة على المظاهر والصيت المتفشية في الخليج. كذلك كان هناك حضور للخلفية السياسية من خلال ذكر الحرب الخليج وإلقاء الضوء على مشاركة المرأة في الحياة السياسية. وأخيرًا ظهرت الخلفية الثقافية من خلال الأديان التي تعرّف عليعا خوسيه/عيسى أثناء سعيه للتقرب من الله وهي المسيحية والبوذية والإسلام.

خاتمةً، لقد أعجبتني الرواية كثيرًا ووجدتها مؤثرة جدًّا عندما قراءتها لذلك أرشحها لكم . شكرًا لقراءة المقال، شاركوه مع أصدقائكم إن أعجبكم. وشاركونا رأيكم في التعليقات إن سبق وقرأتم الرواية. في رأيك، ما هي الرسالة الأساسية التي يسعى الكاتب لإيصالها من خلال الرواية؟ وهل تعتقد أن هذه الرسالة ذات صلة بالقضايا المعاصرة؟

مراجع :

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%B9%D9%88%D8%B3%D9%8A

إقرأ المزيد:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email
Pinterest
Pinterest
fb-share-icon
Instagram
WhatsApp
Verified by MonsterInsights