“لا بد من تذوق الكلمات ، على المرء أن يتركها تذوب في فمه“
أنطونيو سكارميتا- ساعي بريد نيرودا
نبذة عن بابلو نيرودا
كم هو من المؤلم أن يموت المرء متهمًا بخيانة الوطن لذي لطالما أحب ! للأسف، هذا ما حصل لواحد من أهم شعراء القرن العشرين والحائز على جائزة نوبل للأدب، الشاعر بابلو نيرودا. فلم يكتب بابلو نيرودا تشيلي الجنسية أجمل القصائد فحسب، إنما كان من الشخصيات البارزة سياسيًّا في تشيلي في ذلك الوقت. بحيث شغل منصب سفيرا لتشيلي في العديد من البلدان كفرنسا و الأرجنتين وأسبانيا . كما ترشح لمنصب الرئاسة سنة 1970. وأخيرًا، توفي الشاعر العظيم بابلو نيرودا وهو في حسرة،خائب الظن، وخائف على بلاده بعد الانقلاب العسكري سنة 1973 على رئيس تشيلي آنذاك، سلفادور الليندي. وما زاد الأمر سوءًا هو عملية الاشتباه ببابلو نيرودا كمشارك في هذا الإنقلاب. هو الذي عشق تشيلي وتغنى بها بأشعاره وهام ببحرها. لذلك دعونا نستعرض رواية ساعي بريد نيرودا للكاتب اللاتيني أنطونيو سكارميتا و من ترجمة صالح علماني.
رواية ساعي بريد نيرودا
أراد الكاتب اللاتيني أنطونيو سكارميتا سرد أحداث حياة الشاعر العظيم بطريقة مختلفة، من وجهة نظر فريدة ومقربة للشاعر. تُظهر شخصية نيرودا الممتعة ،المبدعة، الشجاعة ،العطوفة والملهمة في آنٍ واحد . فكتب رواية ساعي بريد نيرودا التي تعرفنا على الشاعر كما عرفه ساعي البريد ماريو خيمينث والذي لا يقل عن كونه بطلًا في قصة سكارميتا. فكانت الرواية تعرض تقاطع قصتين: الأولى، عن شابّ يترك مهنة الصيد ليكون ساعي بريد. وإذا به يريد التقرب من الشاعر نيرودا ليعلمه الغزل فيكسب قلب محبوبته. والثانية، قصة شاعرٍ عشق بلاده وطبيعتها والعيش فيها . فخلّدها في قصائده وسعى لجعلها منارة للديمقراطية والعدالة دون أن يعلم ما يخبئ له القدر.
كما ذكر سكارميتا في مقدمة الرواية أنها استغرقته 14 سنة لكتابتها. واعترف بإضافة بعض الأحداث من مخيلته، إلّا أنها تحلت بالفرادة والعمق والواقعية.
إن جزئي المفضل في الرواية هو الفصل الأخير، حين كان الجنود يحيطون بمنزل نيرودا من جميع الأنحاء، وفيما هو شديد المرض والضعف، أراد مشاهدة شاطئ تشيلي من النافذة. خائفًا أن يأخذوا بحرها بعيدًا ويحبسونه في قفص.
أخيرًا، إني أرشّح بقوّة قراءة هذه الرواية من الأدب اللاتيني المترجم ، آملةً أن تكون تجربة جديدة ممتعة للقارئ. إن سبق و قرأتم هذه الرواية، شاركونا آرائكم في التعليقات.
اترك تعليقاً