مرحبا بكم في مدونة قناة اللوتس. لقد رشحت لكم في مقال سابق عن نشاطات مسلية لفصل الخريف عليك القيام بها هذه السنة رواية نمر الليل كخيار مثالي لقراءته في هذا الفصل. لذلك دعونا نستعرض سويا هذه الرواية بشكل أدق بدون حرق أحداث الرواية.
رواية نمر الليل
للكاتبة الماليزية يانغسي شو بترجمة صالح رزوق ورنيم العامري.
موضوع الرواية:
تدور أحداث الرواية في ماليزيا قديما حين كانت لا تزال مستعمرة من قبل بريطانيا. وسيلاحظ القارئ عند بدء قراءتها، وجود خطين متوازيين لأحداث غنيّة ومشوّقة يتابعتهما في الوقت ذاته. الخط الأول يدور حول “رين” وهو صبي في الحادية عشر من عمره يكلفه سيده، وهو على فراش الموت، أن يجد له إصبعه المبتور ليدفنه معه بعد مماته في مهلة لا تتجاوز الأربعين يوما وإلا ستهيم روحه إلى الأبد. والثاني يدور حول “لي جين “، فتاة شابة تعلم الرقص سرًّا في نادٍ لتساعد أمها في دفع ديونها . فتجد عن طريق الصدفة اصبعًا مبتورًا محفوظًا في قنينةٍ زجاجية.
وفيما يمضي الوقت، تصبح الأحداث مشوقة، مترابطة، متداخلة ومليئة بالمفاجآت، تتخللها الألغاز والأجواء الغامضة ، جرائم القتل وكذلك قصة حب محرمة.
: الأبعاد الثقافية والاجتماعية للرواية
تحضر ثقافة ماليزيا الشعبية بقوة في الوقت الذي تدور فيه أحداث الرواية . فتظهر من خلال أهمية التعاليم الكونفوشيوسية الخمس وهي الطيبة، الحكمة، الثقة ،الاستقامة والطقوس، والتي تشكل أسماء أبطال الرواية. بالإضافة إلى الخرافات والأساطير الشعبية : كدلالات الأرقام التي ترمز للحظ الجيد أو المشؤوم، والمستنمرين وهم البشر الذين يتحولون لنمور وينقضّون على الناس، كذلك الحديث مع الأموات في العالم الآخر. وترتبط هذه المعتقدات الشعبية بشكل وثيق مع سير الأحداث.
كما تبين الرواية أيضًا العديد من القضايا الاجتماعية والتي تتمثل بالفقر، التمييز بين الإناث والذكور، العنف الأُسري، بالإضافة إلى الطبقية بين البريطانيين والمواطنين الماليزيين في ذلك الوقت. وتجدر الإشارة لامتياز الرواية بلغة سهلة وبسيطة ليستمتع بها القارئ.
لذلك أعتقد بأن هذه الرواية ستكون ممتعة بالنسبة للقارئ العربي الذي سيُدهش بثقافةٍ جديدة بالنسبة له، تسود في بلدٍ آخر. وكذلك أتمنى بأن تنال الرواية إعجابك تكون من أفضل ما قرأتِ. وإن سبق و قرأتِ هذه الرواية، اكتبي لنا رأيك في التعليقات بالإضافة إلى ترشيح روايات استمتعتِ بقراءتها .
اترك تعليقاً