هل تعاني من قلة التركيز والضجر بسبب الروتين؟ هل تعاني من التشتت المستمر أثناء القيام بالأعمال المهمة كالدراسة أو العمل؟ أم تريد ببساطة أن تكون أكثر سعادة في حياتك اليومية؟ ماذا لو قلت لك بأنه يمكنك الاستمتاع بكل لحظة من حياتك اليومية حتى الروتينية منها؟ أو حتى عند القيام بمهام منزلية لا تحب القيام بها؟ نعم لم أظن بأن هذا ممكن أيضًا إلى أن قرأت كتاب إيكيغاي: السر الياباني لحياة طويلة وسعيدة للكاتبين هكتور غارسيا و ميراي فرانسيس. وسأشاركك ما تعلمته.
مرحبًا! وأهلًا بكم في مدونة زهرة اللوتس. لقد نشرت مسبقًا مقال عن كيفية إيجاد معنى حياتك بالإضافة إللى عيش حياة طويلة وسعيدة من خلال الإيكيغاي ، يمكنكم تفقد المقال هنا . وقد ذكرت في المقال أن القيام بما تحبه يجعلك تدخل في حالة من التدفق والانغماس في العملية ولكن كيف يمكننا أن نخلق تلك الحالة أثناء القيام بمهمامنا اليومية؟ تابع القراءة!
ما هي حالة التدفق؟
ذكر مؤلفا كتاب إيكيغاي : السر الياباني لحياة طويلة وسعيدة بأن حالة التدفق هي الحالة التي تختبرها أثناء القيام بعمل ما بحيث تكون في انسجام وانغماس تام مع التجربة التي تنال كل تركيزك بحيث تتحلل ذاتك و”أناك” لتصبح واحدًا مع ما تقوم به. في تلك اللحظات تصبح كل أفكارك ومشاعرك ساكنة بعيدًا عن التشتت والمشاعر السلبية.، ولا تشعر بالوقت يمر كأنك تستمتع بتلك اللحظة إلى الأبد. تمامًا كالمياه الجارية تذهب مع التيار بدلًا من المقاومة.
قوة حالة التدفق وأهميتها
يساعد الدخول في حالة التدفق في التدرب على تقوية التركيز، تعزيز الإبداع بالإضافة إلى التمتع بالسلام الداخلي غير الشعور بأحاسيس السرور والسعادة في الحياة. كما يجعلك تنجز مهامك كالدراسة أو العمل بشكل أسرع دون المعاناة من التشتت والقلق المستمر. والأهم هو أنها ، ستمكنك من إيجاد ما تحبه أو الإيكيغاي الخاص بك أي معنى حياتك! وأقتبس من الكتاب: “لا توجد وصفة سحرية لإيجاد السعادة، أو للعيش وفقًا لإيكيغاي الخاص بك، ولكن أحد المكونات الرئيسية هي القدرة على الوصول إلى هذه الحالة من التدفق، من خلال هذه الحالة، للحصول على تجربة مثالية”.
شروط وإستراتيجيات تحقيق حالة التدفق
إليك شروط تحقيق حالة التدفق التي علينا تأمينها للاستمتاع بهذه الحالة متى أردنا:
.معرفة ما يجب القيام به
.معرفة كيفية القيام بذلك
.الإلمام بمدى نجاحك في القيام بالمَهمة
.إدراك التحديات المُهمة
.إدراك المهارات المُهمة
.التحرر من عوامل التشتيت
أما بالنسبة إلى الإستراتيجيات الثلاث والخطوات العملية التي عرضها الكتاب فهي التالية .
الإستراتيجية الأولى : إختيار مهمة يملؤها التحدي (ولكن ليست صعبة للغاية)
إذًا الخطوة الأولى تتمثل باختيار مهمة للعمل عليها ولكن الحرص على اختيارها بعناية فإن كانت سهلة ستؤدي إلى الشعور بالضجر لكونها تافهة بالتالي ستترك المهمة. وإن كانت صعبة، ستحفز مشاعرالقلق لكونها شبه مستحيلة فستترك المهمة أيضًا! أما إذا كانت المهمة ببساطة تملك بعض التحديات، فحينها سيمكنك الدخول في حالة التدفق والاستمتع بما تقوم به.
الإستراتيجية الثانية :الحرص على أن يكون لديك هدف واضح وملموس
من المهم جدًّا تحديد الأهداف التي نأمل تحقيقها قبل البدء بمهامنا كالدراسة، العمل أو غيرهما لتجنب الضياع. لذلك إسأل نفسك مثلًا :ما هي المعلومات الأساسية التي علي التمكن منها أثناء الدراسة اليوم؟ ما هي بالتحديد الأهداف التي علي توسيعها من أجل لقاء العمل لاحقًا؟ من الضروري الامتلاك هدف واضح للدخول في حالة التدفق ولكن دون الوصول إلى حد الهوس فقط إبقها في ذهنك. إذًا يجب الابتعاد عن الأهداف الغامضة التي تسبب الحيرة وتضيع الوقت والمجهود على مهام دون معنى بالإضافة إلى التسبب بإنسداد ذهني. كذلك الإبتعاد عن الهوس بالنتائج وتجاهل الرحلة ما يسبب التركيز على الأهداف بدلًا من السعي إلى تحقيقها بالإضافة إلى إنسداد ذهني.
الإستراتيجية الثالثة: التركيز على مهمة واحدة
في الفترة الأخيرة هناك الكثير من الفيديوهات والمقالات على الإنترنت حول كيفية القيام بالعديد من المهمام في الوقت ذاته ظنًا أن القيام بذلك يوفر لنا الوقت بينما أثبث العلم العكس! فبعد العديد من التجارب العلمية وجد العلماء بأن محاولة التركيز على العديد من المهام في الوقت ذاته يؤثر على الذاكرة بشكل ملحوظ مع الوقت بالإضافة إلى الشعور بالثقل لمحاولة تلحيق كل شيء في الآن ذاته. لذلك من أساسيات التركيز العميق أثناء القيام بمهمة هي الحرص على التواجد في مكان خال من المشتتات . بالإضافة إلى التمكن من السيطرة على ما نقوم به كل لحظة.
كيفية الاستمتاع بمهام حياتنا اليومية من خلال التدفق؟
أمّا بالنسبة إلى موضوعنا الأساسي في هذا المقال كيفية الاستمتاع بمهام حياتنا اليومية والروتينية من خلال التدفق فذلك يستدعي ذكر مصطلح “مايكروفلو” أي التدفق الدقيق لتحويل لحظات القيام بأعمال غير مفضلة إلى لحظات مرحة وممتعة. فمع استخدام جميع التقنيات المذكورة أعلاه، للدخول في حالة التدفق بسرعة متى أردنا والتمتع بالتركيز التام ، علينا تدريب قدراتنا العقلية من خلال ممارسة التأمل. هناك العديد من أنواع التأمل لكن الهدف هو ذاته وهو التالي: تهدئة العقل، مراقبة أفكارنا ومشاعرنا والتركيز على شيء واحد. وهناك نصيحة مهمة أحببتها لدى قراءة الكتاب وهي : “أحد أكثر الأخطاء إشاعة عند البدء بالتأمل هي القلق حول القيام به بطريقة صحيحة”. كذلك حاول إيجاد نمطك الخاص أثناء القيام بهذه الأعمال وغيّره كل فترة للاستمتاع به دائمًا!ولا تنسى بأن الرحلة لا تقل أهمية عن نقطة الوصول.
وها قد وصلنا إلى نهاية المقال أتمنى أن تكونوا قد استمتعم به.لا تنسوا الاحتفاظ به ومشاركته مع أصدقائكم إن وجدتموه مفيد. واذكروا لنا آرائكم في التعليقات بالإضافة إلى تجاربكم السابقة للدخول في حالة التدفق!
إقرأ المزيد:
اترك تعليقاً