أهلا وسهلا بكم في مدونة فتاة اللوتس، قسم كتب وروايات! اليوم سنعرض رواية إثارة أخرى للروائي ميشيل بوسي وهي نيلوفر أسود. لقد سبق وأن قدمنا مراجعة عن رواية فتاة الرحلة 5403 للكاتب يمكنكم قراءتها هنا.
بعد إعجابي الشديد برواية فتاة الرحلة 5403، قررت قراءة رواية أخرى للكاتب وبالفعل لم تخيب توقعاتي بل جعلتني غير قادرة على تركها بينما الحبكة تتلاعب بعقلي وتنهكه تاركة محاولة اكتشاف اللغز بلا أفق. ولا أخفي انهمار دموعي عند قراءة النهاية! فدعوني أشارككم 7 أسباب تدعوكم لقراءة هذه الرواية !
تدور أحداث الرواية في قرية جيفرني الفرنسيّةِ وهي القرية التي أمضى فيها الرسام الإنطباعي الشهير كلود كونيه السنوات الأخيرة من حياته وهو يرسم لوحات النيلوفر. ومتابعه في الرواية قصة ثلاث أشخاص: ستيفاني دوران وهي معلمة شابة تبلغ 25 من العمر ويبتغيها جميع شبان القرية. فانيت وهي فتاة في الحادية عشر من عمرها وتتمتع بموهبة بالرسم . وأخيرا عجوز خرفة غريبة الطباع تساعد بإخبار الرواية. بالرغم من اختلاف الشخصيات الثلاث إلا أن لديهم شيء مشترك وهي الرغبة بمغادرة جيفرني. وتسنح الفرصة لذلك عند وقوع جريمة قتل غامضة على نهر القرية ويبدأ البحث عن القاتل.
7 أسباب تدعوكم لقراءة رواية نيلوفر أسود :
أولا، البداية أو الإفتتاحية المذهلة والمشوقة للرواية. سأدعكم تحكمون بأنفسكم بينما أقتبس:
” ثلاث نساء كنّ يعشن في إحدى القُرى. كانت الأولى شرّيرة، والثانية كذّابة، والثالثة أنانية. أعمارهن كانت متفاوتة. متفاوتة تماماً. كانت الأولى قد تخطت الثمانين وكانت أرملة. أو تقريباً. الثانية كانت في السادسة والثلاثين ولم تكن قد خانت زوجها أبداً. إلى حدِّ اللحظة. الثالثة كانت ستبلغ الحادية عشرة قريباً وكل فتيان مدرستها يطمعون أن تكون حبيبتهم. لا بدَّ أنكم فهمتم. هنّ الثلاث كنّ مختلفات. ومع ذلك كنّ يتقاسمن نقطة مشتركة، سراً، نوعاً ما: هنّ الثلاث كنّ يحلمن بالمغادرة. أجل، مغادرة جيفرني، تلك القرية الشهيرة التي يثير اسمها الرغبة لدى كثير من الناس في اجتياز العالم بأكمله فقط من أجل التنزه فيها بضع ساعات. شيء غريب، الرغبة في مغادرة جيفرني. ألا تعتقدون ذلك؟ ثلاث نساء كنّ يعشن في إحدى القُرى. الثالثة كانت الأكثر موهبةً، الثانية كانت الأكثر مكراً، الأولى كانت الأكثر تصميماً. في رأيكم، من منهن استطاعت أن تفلت؟ الثالثة، الأصغر سناً، كان اسمها فانيت موريل؛ الثانية كان اسمها ستيفاني دوبان؛ الأولى، الأكبر سناً، هي أنا”.
ثانيا، شخصيات الرواية المقنعة وطباعها الفريدة. إن هذا الأمر ضروري جدا في هذا النوع من الروايات حيث الشخصيات مليئة بالأسرار التي تنكشف للقارئ في الوقت المناسب.
ثالثا، وصف قرية جيفرني الخلاب الذي يجعلك تشعر بأنك حاضرا هناك خلال الرواية.
رابعا ، الخلفية الثقافية المميزة عن فن الرسم الإنطباعي وخاصة عن الرسام كلود مونيه والتي تضفي رونقا على الرواية بالإضافة إلى جعل اللغز أكثر تشويقا.
خامسا، لغة الرواية البسيطة والمعبرة في الآن ذاته التي تجعل من أحداثها انسيابية للغاية، سهلة الفهم، وكثيرة التشويق.
سادسا والأهم بالنسبة لي هي الحبكة بذاتها التي تلعب بعواطف وآراء كلا من شخصيتها وقرائها فتجد نفسك منخرطا في البحث عن الحقيقة تماما كشخصيات الرواية. وما أن تحسم رأيك باختيار القاتل، يغريك الكاتب بحقائق وألغاز أخرى.
سابعا نهاية الرواية المثالية والغير متوقعة والتي تركتني مذهولة لبعض من الوقت فلم أستطع العودة إلى العالم الواقعي إلا لاحقا!
أخيرا، إن هذه الرواية الفريدة هي من أفضل الروايات التي قرأتها على الإطلاق! وبناء على جميع المعطيات السابقة أصنفها برواية 5 نجوم وأرشحها للقراء المهتمين بالروايات البوليسية والإثارة لتأكدي من حبهم لها عند قراءتها. كذلك أرشحها لأولئك الغير مهتمين عادة بهذا النوع من الروايات فستغير رأيهم بالتأكيد!
ها قد وصلنا إلى نهاية نهاية المقال أشكركم على القراءة! لا تنسوا مشاركته مع أصدقاءكم إن نال إعجابكم . كذلك أخبرونا في التعليقات عن رأيك بالرواية إن سبق وأن قرأتها أو عما إذا شجعك هذا المقال بقراءتها!
إقرأ المزيد عن الكاتب الفرنسي ميشيل بوسي:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D8%B4%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%88%D8%B3%D9%8A
إقرأ المزيد:
اترك تعليقاً